بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 أغسطس 2013



التسوّل ...

فَقَدَ أمله مع الله ، ولم يفقد أمله مع الناس !





ظاهرة وآفة اجتماعية لها وجهين الحسن وغير الحسن ! ومهما كانت الوسيلة المتبّعة لهذه الظاهرة ، فنرى الأساليب الواضحة من الجميع لقمع تلك الظاهرة .

أتحدث هُنا عن ظاهرة التسول ، الذي ما إن يتبادر في ذهننا هذه الكلمة فإننا نتذكر تلك الصور :



أليس كذلك ؟!



تعريف التسول

التسول هو طلب مال، طعام، أو المبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم إما بعاهات أو بسوء حال أو بالأطفال، بغض النظر عن صدق المتسولين أو كذبهم، وهي ظاهرة أوضح أشكالها تواجد المتسولين على جنبات الطرقات والأماكن العامة الأخرى .

نجد من هذا التعريف أن التسول والذي يتسول يطلب المطالب الثلاثة الأساسية في حياة كل انسان وهن : الطعام والشراب والسكن (أو المبيت) ، فمن دون هذه المطالب لا يستطيع أي شخص أن يواصل حياته كأناس طبيعيين ، ولهذه سميت الدنيا وحياتنا عليها بأرض الشقاء والكفاح ، فالإنسان وُلد ليكافح ويسعى ويبحث هنا وهنا ليستطيع تلبية احتياجاته كاملة .

ولكن ! ماذا عن التسول ؟ ولما نسمي من يمتهنه بالمتسول ؟ أليس هو مثلنا يسعى ويبحث عن متطالباته الثلاثة الأساسية ؟ كلا ! إنه ليس كإنسان طبيعي أو ما تعودنا عليه بأنه يخرج إلى الخارج ويبحث عن ما يكفيه للعيش ، إنه اكتفى بالجلوس لا يعمل حتى أتفه الأمور منتظرا الفرج والقلوب الرحيمة من البشر ليعطيه دُريهمات محدودة !

لم يبخلا علينا القرآن الكريم والسنة النبوية بدلائل وحقائق عن ذم التسول وكرهه ، بل أن التسول فيه شبهة على إعانة الباطل ويدخل من يتسول في دائرة النقمة وعدم الرضا بما قسمه الله له ، ورسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- قد أوصانا وحثنا على العمل ولطالما أرشد المسلمين أن الإسلام ليس فقط للعبادة وإنما للعمل .


أين نجد التسول ؟ ومتى ؟

التسول موجود في كل مكان وفي معظم بقاع العالم ، حتى الدول الغنية والتي تشتهر بالإكتفاء الذاتي لأفرادها فإنا غالبا ما تعاني من وجود التسول على أراضيها . فكل بنية دولة أو مجتمع فيجب أن يتكون هرم بنيته على 3 أقسام وهم قسم الطبقة الفقيرة أو الكادحة ، قسم الطبقة المتوسطة ، وأخيرا قسم الطبقة الغنية (وتكون غالبا تلك الطبقة أقل في الحجم والعدد ومكان تلك الطبقة في قمة الهرم) .

 




نجد التسول في أماكن حيث يكثر فيها الناس متجولين إما للعمل أو لقضاء أمور حياتهم الروتينية ، فيستغلها المتسول ليجلس هناك ويمد يده علّ أحدهم يعطيه بضع دراهم منقودة . وأيضا قد يستغل المتسولون التواجد في أماكن مشهورة بالعبادات كالمساجد أو الكنائس ويربطون التسول بكرم وضيوف الرحمن مرددين هذه الجملة المشهورة : "لله المال يا المُحسنين" ! ، وفي ذلك شبهة ومغالطة كبيرة في حق المتسول لأن الإسلام نهى عن ذلك ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : " من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ، فليقُل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا " (أخرجه مسلم أبو داود) .

يختار المتسول عادة الوقت المناسب أو لنقل "الوقت الفتّاك" ليتسول ويشحذ من الناس ، كأوقات ذهاب الناس إلى أعمالهم أو انصراف الناس من أعمالهم ، ويختارون كذلك أوقات العبادة والصلاة ليحتشدوا أمام أبواب المسجد انتظارا للمصلين بإنتهاء صلاتهم ليعطيهم من أموالهم ، ولو أنهم قد استعملوا عقولهم لوجدوا أن دخول المسجد والقيام بركعتين خالصة لوجه الله خير وأنقى من الجلوس خارج المسجد لا يفعل شيئا سوى أن يأخذ من أموال الناس من دون وجه حق !

وكذلك يستغل البعض من المتسولين أشهر الله الحرام مثل شهر رمضان أو شهر ذي الحجة ، لأن الناس يحتفلون في تلك الأشهر بامتثال لأوامر الله والإجتناب عن نواهيه ، فلا يتناهون عن استغلال تلك الأشهر ويطرقون الأبواب طلبا للحسنة وللصدقة .


مساوىء التسول 


التسول ظاهرة غير حميدة وكما أسلفنا سابقا فإن كل دولة تحاول جاهدة التخلص والقضاء على تلك الظاهرة لما لها من جوانب سلبية تؤثر على المجتمع وبنية الدولة . فمن الجوانب السلبية للتسول أنها تشجع على البطالة وهذا أهم جانب الذي نراه النتيجة السلبية والمؤذية من ظاهرة التسول ، فإن الشاب ما إن يتخرج من الجامعة ولم يجد وظيفة عمل له بعد 6 أشهر فإنه يكتفي بالإعانة التي يحصل عليها من المؤسسات الإجتماعية (والتي لا تكفي جميع احتياجاته) ويلجأ للتسول ذريعة لعدم وجود فرص عمل له ، ويوما بعد يوم فذلك الشاب نراه قد استحب ما يفعله في حياته وألزم التسول على أنه العمل المناسب له طوال حياته ! فلهذا لا نستغرب من العلاقة والتي تكون علاقة طردية أن كلما زاد عدد المتسولين في أي مكان كلما زادت من نسبة البطالة ، والعكس صحيح .



صحيح أن البطالة تعني عدم توفر الموارد البشرية في الدولة ، أو أن الدولة لا تستطيع استيعاب متطالبات واحتياجات الشعب فلهذا نجد تركز المتسولين أو الإزدياد في نسبة التسول مشهورة وموجودة في الدول الفقيرة مثل الهند . 
التسول أيضا يشجع على ارتكاب وارتفاع من نسبة الجرائم لما نشاهده من مشاهد من قبل المتسولين كأن يشوهون من أجسامهم أو يجرحون أنفسهم ليوحوا لنا بأنهم مصابون ويجب علينا إسعافهم ومد يد العون لهم ، والطامة الكُبرى أننا نجد البعض من الأمهات المتسولات يتعمدن أن يلبسن رضيعاتهن ثيابا رقيقة في الجو البارد ليقوم الناس بإعطاء ملابس لها وللرضيع ، متناسية صحة رضيعها وأن تصرفها يعرض حياته للخطر .  


فاصل إعلاني ~
قبل أن ننتقل إلى آخر جزء في الموضوع ، أتمنى أن تشاهدوا هذا الفيديو والذي يتكلم عن موضوعنا بأسلوب ترفيهي .
:



وللتسول الجانب المضيء له !

كما قلت في بداية الموضوع ، فإن للتسول وجهان الحسن وغير الحسن . وكما أسلفنا في الفقرة السابقة عن مساوىء وأضرار للتسول ، فإن للتسول آثارا ايجابية منها الكشف عن الإبداعات وطبقة من الناس يتحدون الظروف السيئة لهم ويثبتون للجميع بأهميتهم من خلال القيام بأعمال وهوايات شخصية كالعزف على الآلات الموسيقية أو الرسم على اللوحات بزمن معين او حتى القيام بعروض ترفيهية جميلة كألعاب الخفة وما إلى ذلك . وهذا ما نراه واقعا في الغرب حيث نراهم يحتشدون أمام محطات القطارات -على سبيل المثال- ولا يمدون أياديهم طلبا للنقود مثل بعض الدول وإنما يقومون بما يجيدون فعله ومن ثم أي شخص براه في الطريق يعطيه حسب ما عنده من مال .

صحيح أن التسول خطر وغير محبذ في معظم المجتمعات ، ونجد أيضا أن مجتمعات الغرب تحاول جاهدة التقليل من نسبة وجود شباب عاطلين ومتسولين في الطرقات ، على الرغم من أن أشكالهم لا توحي بذلك فهم ليسوا مثل البقية من المتسولين الذين يظهرون بمظهر بئيس حقير وجُلّ ما يفعله هو أن يمد يده فقط ! ولكن التسول عامة ظاهرة غير حميدة ووجود أن تسول بنسبة معينة في أي دولة دليل على ان الدولة إدارتها وحكومتها فاشلة ولم تنجح في تلبية حاجيات مجتمعها ، فلذلك الدولة تحاول جاهدة القضاء والتقليل من نسبة التسول والبطالة بأن تبعت أبنائها في الدول الأخرى من أجل لقمة العيش .... الخ.


بقلم / ندى غزال




الروابط التي استعنتها للبحث حول هذا الموضوع 

http://www.saaid.net/Doat/yahia/1.htm
   http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%84


تابعوني في

: Facebook

: Twitter


للتواصل معي

: NADA.M.GAZAL@hotmail.com




هناك تعليق واحد:

  1. وجدت هذه الصورة بالصدفة وأنا أبحث في جوجل إيمج عن التسول ، مكافحة التسول بإمارة عجمان - الإمارات :

    http://cdn1.albayan.ae/polopoly_fs/1.39802.1293421937!/image/617315040.jpg

    ردحذف