بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013


أطفــال الســلالم





تذكرت أنني عندما كنت في سنتي الثانية بالجامعة قد كتبت موضوع عن أطفال السلالم لمساق "مهارات التفكير" ، وكنت مسبقا قد قرأت مقالا في إحدى المجلات عن استشاري تربوي وهو يتحدث حول هذا الموضوع .

قد يستغرب البعض حين يقرأ ما أكتبه عن أطفال السلالم ، وربما البعض منكم قد يسألني الآن : من هم أطفال السلالم ؟ أتقصدين السلالم الدرج الذي نصعد وننزل منه ؟ ، نعم ! ذلك ما أقصده السلالم الذي نصعد وننزل منه وخصوصا السلالم بجانب المصعد الموجود في كل بناية سكنية .

حسنا ، وما المشكلة في السلالم للأطفال ؟ هل أقصد في هذا الموضوع خطورة الوقوع من على السلالم -مثلا ؟ أم أقصد في الموضوع فائدة السلالم لحرق السعرات الحرارية وخصوصا للأطفال ؟ . لا هذا ولا ذاك ما أقصده ، وإنم جُلّ ما أقصده حول المصطلح "أطفال السلالم" هو تواجد الأطفال عند السلالم في ظل غياب الأهل عنهم ، وخصوصا حين يمكثون بالساعات وأهالي الأطفال لا يكونون بالأصل في بيوتهم .

إن هذا الموضوع يدور حول غياب الأهل بالساعات عن البيت واضطرار الأطفال انتظار أهاليهم عن طريق الجلوس والمكوث في السلالم ، وخصوصا في الفترة النهارية بعد انتهاء اليوم الدراسي للأطفال وعدم رجوع أهاليهم بعد من أعمالهم .

الكل يعلم أهمية وخطورة مرحلة الأطفال ، ونعلم أن كل ما يتعلمه الطفل في سنواته الأولى سيظل راسخا عنده وإن طال عمره ، فكما يقول الجميع : "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" .

لذلك نسمع من الخبراء حين ينصحوننا -على سبيل المثال- بأن لا نظهر أسلوب حياتنا كالكبار بالكامل أمام أي طفل . ويجب علينا احترام عمر الطفل بأن نفهمه ونشاركه في الحياة على حسب عمره فقط ، فإن سمحنا له بأن يلعب على جهاز الآيباد فيجب أن نكون حريصين وواعيين بأن نسمح له بالتصفح بالبرامج الخاصة لعمره وحتى يجب أن لا نترك الحبل مرخيا للطفل ويجلس بالساعات أمام الآيباد وإنما نحدد له وقت معين ويجب الإلتزام به .

كل هذا يكسب للطفل احترام وفهم أكثر للحياة ، وكل ما كبر سنا كلما اكتسب فهما وادراكا أكثر حول ماهيته وما يجب عليه فعله وما لا يجب عليه فعله .

حتى العلاقة بين الأبوين يجب أن تكون دافئة وحميمة ، فلا يجوز للأبوين بأن يتشاجرا أمام طفليهما لئلا يأخذ انطباعا معينا عن مفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة . فنشهد في أيامنا الحالية العديد من المشاكل بين الرجل والمرأة بسبب أن الرجل يرى في الصراخ وفرض الرأي عنوان لرجولته أمام المرأة ، وكيف عرف أو رأى هذا صحيحا ؟ لأنه عاش وتربى في منزل كان والده يصرخ على والدته بإستمرار !

يجب علينا أن نعلم ونتيقن بأهمية مسؤولية التربية والتنشئة للطفل ، ولهذا أشدد دائما على خطورة وأهمية مرحلة الطفولة لدى الإنسان ، وليس أمرا مستحبا بأن نسارع أنفسها في إنجاب الأطفال بشتى الوسائل وننسى في المقام الأول تهيئة أنفسنا لتربية الطفل ، رأيت وشاهدت العديد من الرجال في الغرب قد تخلوا البعض من حياتهم الشخصية بمجرد أن علموا بحمل جوزاتهم بأطفال .









 ولنعود إلى موضوعنا وبعد أن عرفنا بأهمية مرحلة الطفولة ، وما أراه يوميا في أيام المدارس حيث أرى العديد من الأطفال يتجمعون عند السلالم .

حين أسألهم لماذا هم جالسين هكذا ؟ يردون عليّ بأن لم يأتو أهاليهم بعد من أعمالهم ! حسنا ، كم تظلون جالسين ؟ وقالوا لي من حوالي نصف ساعة إلى ساعة تقريبا ! فترة طويلة وكافية لسماح أي موقف خطر بالحدوث -لا سمح الله- لأي طفل بريء لا يعرف بعد التصرف الصحيح أو اتخاذ أي قرار دون وجود والديه .

وخصوصا أن انتظار الأطفال لأهاليهم تكون في فترة الظهيرة ، وتعلمون في هذه الفترة أن الجميع يسرعون للذهاب إلى بيوتهم من أجل الراحة والإتقاء من حر شمس الظهيرة ، فلا نرى حركة ونشاط في الشوارع وفي المحلات ، وحتى في الشركات فإنهم غالبا ما يتخذون فترة الظهيرة فترة غداء لهم فلا يغدو أي موظف عندهم بالعمل إلى حين انتهاء فترة الغداء .

وفي هذه الفترة فإننا قد نسمع حوادث عديدة ومؤسفة مثل اختطاف طفل أثناء رجوعه لبيته ، وذلك أن أصحاب القلوب الضعيفة والمريضة يستغلون فترة الظهر للقيام بأعمالهم الدنيئة ، فما بالكم بالأطفال الذين ينتظرون أهاليهم عند السلالم !

أتذكر قصصا عديدة كنت أخاف بمجرد التفكير أو التذكر بإسم القصة ، فأما الأحداث فكلها تتلخص حول كيف أن رجلا غير مريح المظهر قد أخذ يتكلم مع الفتاة إلى أن أخذها لمكان مجهول . حتى كنت أخاف من جنسيات معينة لما كنت أسمع قصصا عن اختطاف منهم ، وكنت أحزن وأشفق كثيرا حين أعلم بأن زميلة تضطر بعد نزولها من الباص الإنتظار مجددا وكئيبا لأهلها لحين رجوعهم ، أتذكر أنني طلبت من واحدة منهم أن تأتي لبيتي وترتاح قليلا لحين أن ترجع والدتها أو والدها من العمل ، كنت أقول لها الإنتظار داخل البيت أفضل وأمان أكثر من الخارج .

ويتعرض الطفل كذلك لبعض المضايقات حين يجلس على السلالم ، فالبعض من الأبنية السكنية لا تسمح بوجود أي شيء عند درج الطوارىء كالدراجة الهوائية وما إلى ذلك ، فسمعت قصص أن حتى حارس البناية السكنية يأمر الطفل بأن يخرج عن السلالم ليسمح البعض بإستخدامه ! ولكن أين يذهب الطفل حينها ؟ أيظل ينتظر أهله خارج البناية السكنية في جو من الحر والحرارة الشديدة من الشمس ! عجيب أمرهم !

وهذا غير أن مكوث الأطفال عند السلالم حيث يكون حافز لنشر العلاقات السيئة والصحبة الفاسدة ، فقد يتعرف أي طفل إلى شخص آخر ويصبحان للأسف صديقين فاسدين كل واحد منهما يسحبا الآخر لطريق الفساد والضياع . ونرى مثل هذه قد حصلت خصوصا لفئة الأطفال القريبين لبلوغ سن المراهقة ، من الصف الرابع الإبتدائي إلى الصف السابع .


















وهنا ، وفي نهاية المطاف ، أحث الجميع على التوعية للآخرين حول أهمية هذا الموضوع الحساس . أعرف أنهم لا يكترثون لمثل هذه المواضيع ويتحججون بصعوبة الحياة وبأن يجب على كل شخص أن يعمل ليؤمن لقمة العيش ، ولكن ما ذنب الطفل ! أيفهم الطفل وهو في عمره الغض الطري ما معنى المال في كسب الحياة الكريمة ؟ لا بالطبع ، وكل ما يفهمه الطفل ويتمنى من أهله فعله هو حضن دافىء وكلام كبير حول كم يحبه والديه كثيرا كل يوم . لا تعرفون على سبيل المثال قبلة الطفل من قبل والده أو والدته ماذا تفعل به ! ويكفي أن رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أوصانا بالرحمة والرفق للأطفال .




بقلم / ندى غزال

أرحب بوجودكم وكما تسعدني أن أشاهد آراؤكم وتعليقاتكم حول هذا الموضوع ، لنتشارك سويا ونعرف أكثر عن كل ما يجول في خاطرنا ولا نعرف بهذا إلا إن تكلمنا وتبادلنا الحديث *_^
لربما لديكم قصة أو موقف قد ذكركم بهذا الموضوع ، أرجو وإنه لشرف لي أن أسمعه منكم *_^

تابعوني لتتواصلوا معي على :

Facebook

NADA.M.GAZAL@hotmail.com

هناك تعليق واحد:

  1. Thanks for sharing such great information,
    I highly appreciate your hard-working skills as the post you published have some great information which is quite beneficial for me. Butterfly Garden

    ردحذف